في ٨ أكتوبر ٢٠١٨م، الساعة الواحدة والنصف بعد الظهر، فقدت الإحساس بذراعي اليسار. عند محاولتي رفع ذراعي، كان يتخبط يميناً ويساراً وكأنه سمكة تفارق الحياة. عندها سمعت صوت نَفَسي، فنظرت بالمرآة القريبة، وإذا بوجهي مائل من اليسار. عند محاولتي للكلام، لم استطع النطق بكلام مفهوم.
عندها توقعت بأنها جلطة بالدماغ (من اللي نشوفه بالتلفزيون). صورت نفسي فيديو، وأرسلته الى أسرتي. ثم طلبت من زميل بالعمل ليأخذني الى المستشفى، حيث كانت اسرتي بانتظاري في قسم الطوارئ. وبعد الفحص كان التشخيص جلطة خفيفة بالدماغ، وطبياً، عنوان هذا المقال.
من وقت بداية مسيرنا من العمل الى المستشفى، بدأت الأعراض بالزوال، وعاد كلامي وحركة ذراعي الى طبيعتهم. لحظات ضعف الإنسان كئيبة، ولكن التفكير بالخطوات المطلوبة ضروري، والتحلي بالإيمان (قُل لَن يُصيبَنا إِلّا ما كَتَبَ اللَّهُ لَنا هُوَ مَولانا وَعَلَى اللَّهِ فَليَتَوَكَّلِ المُؤمِنونَ) - التوبة ٥١.
بعد التشخيص، أدخلوني الى غرفة مؤقتة في قسم الطوارئ لمراقبة حالتي، وطلبوا مني محاولة النوم والراحة بعد المشقة التي واجهها جسدي. لكن الأصوات الكثيفة من الناس والأجهزة، لا تسمح لأحد بمحاولة النوم… تمكنت من متابعة أصوات الأجهزة في غرفتي، وكتمت أصواتها (mute).
وبعد كم ساعة، نقلوني الى غرفة أخرى أكثر هدوء وخصوصية، وتابعة أيضاً لقسم الطوارئ.
حقاً، المستوى الذي وصلت له مستشفياتنا الحكومية، مبهر، ما شاء الله تبارك الرحمن. أعانهم الله على خدمة المراجعين، وبعضهم يأتي مسافراً من المدن والقرى القريبة، ويتم تأمين المسكن المجاني له ولمن معه.
بقيت في المستشفى في غرفة تنويم للمتابعة مع الأقسام المتخصصة بالدماغ والأعصاب، وغادرتها للمتابعة كمراجع غير منوم، وتم وصف مسيلات للدم لتخفيف وطأة جلطة الدماغ القوية القادمة بعد أشهر أو سنوات (وفعلاً، كانت القوية في نهاية شهر مايو ٢٠٢١م).
تدرج المسببات معي، لمن يريد المعرفة:
السمنة منذ الصغر.
مرض السكري - النوع الثاني (٢٠٠٢م).
جلطة القلب (كانت في ٢٠٠٧م)، وأدت الى تلف جزء من عضلة القلب.
ضعف عضلة القلب أدى الى ضعف التروية (ضخ الدم) وبالتالي الجلطات الدماغية.
حماكم الله ومن تحبون 🌷 والحمد لله على كل حال.