التصوير الفوتوغرافي.. سابقاً والآن
إذا هوجست بالممنوع والمسموح سابقاً، والممنوع والمسموح حالياً.. لقيت الوضع سابقاً أفضل. صحيح كانت تصادفنا مواقف منع من الشرطة، لكن كانت تنتهي بمفاهمة مع العسكري، تشرح موقفك ويسمح لك أو تعتذر وتمشي.
أقوى موقف حصل معي (في ١٩٨٧م تقريباً) كنت أتمشى في الملز والكاميراً على كتفي وما فيها فيلم، ووقفت دورية بقوة وصوت فرامل، كأنها مداهمة. قلت له روعتني.. قال: وش عندك هنا..
أنا: أتمشى..
قال: ممنوع التصوير..
قلت: الكاميرا ما فيها فيلم..
ركب سيارته ومشى.
أتذكر مصورين صحفيين تم توقيفهم والتصوير وظيفتهم، وعندهم بطاقات عمل مهنية وكل شي، لكن التصرف الخطأ هو سبب التوقيف. وهو التصوير بقرب موقع أمني أو حكومي أو صناعي، ويقول كنت أصور باتجاه آخر. طبعاً يدخل التوقيف حتى ينتهي التحقق من جميع الظروف.
كنت آخذ تصاريح التصوير الفوتوغرافي من وزارة الإعلام (مبنى التلفزيون بالرياض). تشرح للموظف ما تنوي تصويره، ولأي غرض، والمدة المطلوبة، وتاخذ تصريحك فوراً. مثال: أفكر أنتج مجموعة بطاقات بريدية (بوست كاردز) وأحب أصور من مناطق مختلفة في المملكة، وأحتاج ثلاثة أشهر تقريباً حول المملكة... ويصدر التصريح.
الحين... صور بالجوال فقط، كاميرتك اللي شايلها من ١٩٧٧م حطها على الرف.
المواقع الترفيهية، ممنوع لازم تصريح.. المواقع التراثية والتاريخية، ممنوع لازم تصريح.. المواقع الثقافية، ممنوع لازم تصريح.. المواقع السياحية، ممنوع لازم تصريح.. المواقع الفنية، ممنوع لازم تصريح.. معارض، واجهات، كورنيش، أسواق، ممنوع لازم تصريح.
وجميع التصاريح المطلوبة مبهمة، لا أحد يعرف من أين وكيفية الحصول عليها. حاولت كثيرا إقناع موظفين السيكيورتي، أمنعوا التصرف ولا تمنعوا الأداة. إذا النية تصوير تجاري أو صحفي اطلبوا تصريح، والهاوي شجعوه، بغض النظر عن نوع الأداة إذا كانت كاميرا مستقلة أو جوال.
اقترحت أيضاً وأكثر من مرة للأمانات، هاتفياً وبالمراسلة: يبيلكم تطبيق، ندخل له عن طريق نفاذ لاصدار التصريح. التصوير الشخصي له إجراءات ورسوم بسيطة، والتصوير التجاري له إجراءات ورسوم ومتطلبات أكثر. لكن الله يرضى عليكم، شيلوا كلمة ممنوع من قاموسكم.
متقاعد وما عندي غير هالهواية، وما بقى بالعمر كثر ما مضى.. وليس من العدل إني أشوف على قناة الإخبارية سائح من تايوان يصور ديرتي بكاميرته، وولد الديرة ممنوع لازم تصريح.