تاريخ المقال: ٣ أكتوبر ٢٠٢٠م
من فترة وأنا أفكّر بزيارة قرية أشيقر التراثية، لكن ما تحصل فرصة. اليوم الصبح ركبت سيارتي علشان أعبّي بنزين، فقلت ما عندي شي، أتوكّل على الله وأمسك الخط.
في البداية ترددت لأن ما عندي كاميرتي، بيكون معي الجوّال بس. الفرق هنا أن صيغة صور الجوال لا تقبل تعديل كثير قبل أن تتلف، فالحرص ضروري على اختصار التعديل قدر الإمكان (وأعتذر مقدماً لسوء جودة الصور)، وكذلك ستكون الشاشة مظلمة مع الشمس، والتكوين سيكون أقرب إلى التخمين. فأقنعت نفسي إنها زيارة استكشافية، ونزورها مرةٍ ثانية للتصوير بمعدات أفضل إن شاء الله.
اتجهت من الرياض شمالاً على طريق الملك فهد أدور محل قهوة (أخذت من دنكن)، ومن مفرق بنبان مسكت طريق صلبوخ. يمكن لو إني ماخذ الدائري الشمالي باتجاه الدرعية ومكمّل كان أفضل. المهم، شوفوا الدرب المناسب لكم إذا عزّمتوا، وتأكدوا من كفرات وسوائل السيارة.
في الطريق إلى أشيقر، مررت بمدينة القصب. كنت أظنها مدينة عادية، ولكن لمحت مباني أثرية ولوحة تؤشر إلى منطقة الديرة، فدخلت حتى وصلت منطقة تم ترميمها، ولوحة أخرى تؤشر إلى قصر الشيخ عبدالله بن عبدالوهاب بن زاحم رحمه الله. أوقفت السيارة، ونزلت أتمشّى (ولاحظت وجود حافلة سياحية لمجموعة نساء متقاعدات، الله يحفظهن). واكتشفت أن مدينة القصب لها تاريخ حافل مع الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، وشهيرة أيضاً بالملح.


قبل الدخول إلى القصر، تمشّيت حوله لأشاهد المنازل والتي كانت أغلبها غير مسكونة، ولكن هناك جزء وصلته خدمات الماء والكهرباء، وأحدهم معروض للبيع بعد.






مشكلة الآيفون أنه يزعل بسرعة من التصوير بالجو الحار، وإذا زعل لازم أنتظره يبرد شوي. وحسب ما قرأت، الحرارة سببها الشريحة الحساسة في الكاميرا واستهلاكها المستمر للبطارية أثناء عمل تطبيق الكاميرا. الأفضل هو إغلاق تطبيق الكاميرا عند عدم الحاجة الفورية للتصوير.




قام بترميم القصر ابن الشيخ عبدالله على نفقته الخاصة، وفتحه للزوار بلا مقابل. بل ويضيفهم من التمر والقهوة والماء وأكياس ملح القصب، ويقص عليهم تاريخ والده والملك عبدالعزيز رحمهم الله، ولديه غرفة يعرض بها فيلم تعريفي عن تاريخ مدينة القصب.
سألته عن شعار الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، فقال هو وضعه على أمل أن يقوموا بإدارة القصر والإنفاق عليه. فلم يقبلوا، وطلبوا منه إزالة الشعار.. حالتنا حالة.


مع ارتفاع حرارة الجو، فضّلت أن أنهي جولتي في القصب وأتوجه إلى أشيقر. طقني الجوع، قلت يالله أخلص وأرجع قبل المغرب، ما أحب الظلام ولا أحب السرعة (وكاميرات ساهر ما تقصّر).
أتوقع ممكن تلاحظون الفرق إذا كان حر وجوع، الواحد ودّه يخلص بسرعة.












في القرية مطعم شعبي إسمه المدرّج وكانت المأكولات مناسبة جداً، ولكن للأسف ما عندهم غير الجلسات الأرضية. عاد أنا وركبي، إن جلست على الأرض ما قمت. فأنهيت الجولة، وتوجهت إلى الرياض، على أمل تكرار الزيارة مستقبلاً إن شاء الله.
مروراً على حريملاء، رحمة الله عليك يا أبو طلال …


