أحترم القهوة التركي، خصوصاً إذا كانت خلطة البن متعوب عليها، وطريقة الإعداد صح.. يا سلام.. وجه الفنجان الكثيف، تليه القهوة مع قطعة شوكلاته، ويكون سكرها خفيف (مزبوط، كما يقال عنها). ممكن أشربها في أي وقت، حتى وأنا متلحف بالسرير ومستعد للنوم، ولا تأثر فيني.
في نهاية الثمانينات الميلادية (في ثاني وظيفة لي)، كنت استهلك بشكل عالي القهوة الفورية مع مبيض القهوة. لكن أحضر أحد الزملاء جهاز إعداد قهوة مفلترة الى منطقة استراحة الموظفين. كان يسميها (جهاز قهوة أمريكي)، ويصفها بأنها أفضل من القهوة الفورية اللي تجيب المغص. وهنا تعرفت على نوع جديد لإعداد القهوة، غير التركي والفورية.
وجدت أول رشفة، قاسية المذاق.. مممم.. الرشفة الثانية، الثالثة، حتى انتهى الكوب.. والله كأنها زوينه. وعند الإعداد، عبق البن يملأ المكان ويستقطب كل من دخل الى إدارتنا. قلت لازم أجيب هذا الجهاز للبيت، وكويس كان متوفر في محلات الأواني والأجهزة المنزلية، أتذكر كان سعرها ١٢٥ ريال سعودي. والبن كان يباع في علب في أسواق سيفواي (التميمي الآن)، نوعين: ماكسويل هاوس أو فولجرز. وأنتهز الفرصة إذا رحت الشرقية، أدور إذا عندهم أنواع أخرى من طلبات موظفي أرامكو.
بعد كم سنة وعند زيارتي الى مدينة جدة، دخلت الى مقهى اسمه جفريز.. وتعرفت على طريقة إعداد جديدة للقهوة اسمها: اسبريسو.. ياللهول.. قريبة من طريقة إعداد القهوة التركي وتقدّم في فنجان، لكن غير (جدة غير)، فمذاق القهوة غني ووجه القهوة (كريما) لذيذ.. وعنده دبل (دوبيو).. فسألت الموظف عن الأنواع الأخرى التي لديهم، فقال ما لديهم من أنواع وجميعها يبدأ بجرعة أو جرعتين اسبريسو، ثم يضاف اليها الحليب المخفوق (لاتيه)، وكان أيضاً لذيذ.
انتشرت بعدها شعلة المقاهي، بعضها أسماء محلية وغيرها أسماء دولية.. هناك من يجتهد بالإعداد فيستمر وينمو، وهناك من يفشل بالإعداد فيغلق أبوابه.









قبل عدة أشهر، لم استطع النوم مهما حاولت.. واصلت ثلاث أيام (نوم ساعة هنا وساعة هنا، وعلى الكنب).. أحاول أحلل الموضوع وأعرف السبب، فقلت يمكن السبب القهوة.. فقطعتها، وبعدها قدرت أنام.. معقولة؟ فشربت قهوة (علشان أتأكد) فسهرت.. كأنه ثبت عيد، أصبح للكافيين تأثير علي… أفاااا ☹️
بدأت بتجربة القهوة بدون كافيين (ديكاف).. المقاهي تتفاوت بجودة المذاق، ولكن بشكل عام المذاق سيء. جربت أكياس القهوة الديكاف، ومذاقها أيضاً سيء. لكن وجدت أن القهوة الفورية الديكاف، مقبولة.. خصوصاً إذا شربتها باردة مع حليب.
الشاي أقل تأثير، لكن يؤثر أيضاً.. كذلك القهوة السعودية، فممكن فنجان واحد عن الفشيلة، إذا النوم كان ضروري.
بالنسبة للمشروبات الغازية (علشان الزئير بعد المشاوي)، فكانت أيضاً تسهرني لاحتوائها على الكافيين. لكن من حسن الحظ، لقيت بدون كافيين..
بدأت مشوار القهوة مع القهوة الفورية، وانتهى مشوار القهوة مع القهوة الفورية أيضاً ☕️